أكثر من 50 مختطفاً.. تصاعد عمليات الخطف يهدد أمن المجتمعات الهشة في نيجيريا
أكثر من 50 مختطفاً.. تصاعد عمليات الخطف يهدد أمن المجتمعات الهشة في نيجيريا
في واحدة من أحدث حلقات العنف الدموي الذي يعصف بشمال غرب نيجيريا، خطف مسلحون أكثر من 50 شخصًا هذا الأسبوع في ولاية زامفارا، بحسب تقرير صدر عن مرصد النزاعات التابع للأمم المتحدة، بحسب وكالة فرانس برس.
الهجوم الدموي استهدف قرية سابون غارين دامري يوم الجمعة الماضي، حيث اجتاح مسلحون من العصابات المعروفة محليًا بقطاع الطرق القرية، ليخلّفوا وراءهم رعبًا وألمًا يمتد في قلوب الأهالي الذين يعيشون أصلًا تحت وطأة الخوف الدائم.
تحول استراتيجي يثير القلق
بحسب التقرير الأممي، تمثل هذه الحادثة أول عملية خطف جماعية في منطقة حكومة باكورا المحلية هذا العام، لكنها في الوقت نفسه تكشف عن اتجاه مقلق نحو توسيع نطاق الخطف الجماعي في زامفارا.
ويشير التقرير إلى تحول في تكتيكات العصابات المسلحة التي باتت تلجأ أكثر فأكثر إلى هجمات واسعة النطاق تستهدف قرى بأكملها، بدلًا من عمليات خطف محدودة، في محاولة لزيادة الفدية وتعظيم المكاسب المالية.
في مواجهة هذا الخطر المتصاعد، لم يصدر أي تعليق رسمي من متحدث باسم شرطة ولاية زامفارا ويأتي هذا الصمت ليزيد من قلق الأهالي الذين يشعرون أنهم تُركوا وحدهم في مواجهة عصابات لا تردعها القوانين ولا تتوقف عند حدود الدم.
غابات تتحول إلى معاقل للعصابات
تستغل عصابات قطاع الطرق الطبيعة الجغرافية المعقدة لشمال غرب نيجيريا، حيث تقيم معسكراتها داخل غابات شاسعة تمتد عبر ولايات زمفارا وكاتسينا وكادونا والنيجر.
هذه المنطقة عانت أصلًا من نزاعات قديمة بين الرعاة والمزارعين على الأراضي والموارد، قبل أن تتحول تدريجيًا إلى صراع أعنف يغذّيه انتشار تجارة الأسلحة غير الشرعية.
ما يزيد المشهد تعقيدًا هو تزايد التعاون بين هذه العصابات الإجرامية والجماعات الجهادية التي تخوض تمردًا مسلحًا منفصلًا منذ نحو 16 عامًا في شمال شرق البلاد.
وبينما تدفع العصابات المسلحة بدافع المال، تتحرك الجماعات الجهادية بدوافع عقائدية، ليجد المدنيون أنفسهم في مرمى نار مزدوجة تهدد حياتهم واستقرارهم.
مكاسب للجيش لكن الخطر لم يزُل
رغم إعلان الجيش النيجيري عن بعض النجاحات العسكرية في مواجهة العصابات المسلحة، فإن الوضع الأمني لا يزال هشًّا.
ففي أواخر يوليو الماضي، أعلنت السلطات مقتل ما لا يقل عن 95 عنصرًا من العصابات المسلحة في اشتباكات وغارات جوية شمال غرب البلاد.
كما شهد منتصف الشهر كمينًا للجيش أسفر عن مقتل أكثر من 150 مسلحًا في ولاية كبي.
لكن هذه العمليات العسكرية لم تنجح حتى الآن في وقف مسلسل الخطف الجماعي، الذي بات يهدد حياة عشرات القرى والمجتمعات الريفية بشكل مستمر.
أوجاع مستمرة في قلب الشمال النيجيري
امتداد العنف من الشمال الغربي إلى المناطق الوسطى من نيجيريا جعل المراقبين يحذرون من تفاقم الأزمة الإنسانية والأمنية في بلد يواجه بالفعل تحديات اقتصادية كبيرة.
ويظل المدنيون الحلقة الأضعف في هذه المواجهة، حيث تحوّلت حياتهم إلى دائرة من الخوف المستمر، والفقر، والتشرد، وفقدان الأحبة.
على مدار السنوات الأخيرة، تحولت مناطق شمال غرب نيجيريا إلى ساحة مفتوحة لعصابات الخطف مقابل الفدية، نتيجة غياب التنمية وتهالك أجهزة الأمن، وانتشار السلاح بشكل غير قانوني.
وبينما يحقق الجيش بعض النجاحات المؤقتة، لا تزال جذور الأزمة قائمة، في ظل غياب حلول شاملة تعالج الفقر، وتوفر الحماية للقرى الريفية المعزولة، وتمنع التعاون بين العصابات الإجرامية والجماعات الجهادية.